الا تريدون شفيعنا رسولنا وحوضه المورود

الا تريدون شفيعنا رسولنا وحوضه المورود

لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم آخر ابتسامة له ، حين
رأى أصحابه في المسجد يصلون ..
ابتسم لأن الراعي اطمأن على رعيته قبل الرحيل ، والأستاذ اطمأن على
تلامذته قبل الامتحان وتركهم على الدرب سائرين وبه مستمسكين ، حتى
إذا ما بعثه الله يوم القيامة ظن أن أمته سارت على ما ترك أصحابه عليه
فيقول مشفقا حين يرى نفرا من أمته يُصرف عن حوضه :

" يارب ، أمتي أمتي "

فيقال له : يا محمد ، إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك !

أتدري ما أحدثوا بعدك يا رسول الله ؟؟

اشتروا بهديك ، ضَلالَ الكفار .. واستبدلوا بأكل الحلال ، التعامل بالربا ..

وبالحض على الفضيلة ، الحث على الرذيلة .. وهجروا كتاب ربهم حتى أعلن

شكواه لمولاه صريحة مدوية : " يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا "

صاروا قدوتهم فُسّاقهم .. ونجومهم فُجّارهم .. وشرارهم أئمتهم !!!!

فسد الشباب ، وتبرجت النساء ، وفشا الداء ، وتفرق الزعماء ، واتبعنا الهوى

وجاهرنا بالرذيلة ، وتباهينا بالحرام ، وتبجحنا بمبارزة الملك العلام

بالذنوب والآثام !!!

أليس هذا هو حالنا ؟

فكيف نَرِدُ حوضه ونرجو شفاعته !!!!

إن علما بلا عمل هو محض هُـراء !! وكذب على الله !!!

كذب على الله أن تدّعي الإيمان دون أن تنفذ أماراته ، فتسيل من عينيك

دموع المخبتين ، وأنين المذنبين ، وتسبيح القانتين ..

كذب على الله أن يُكتب في شهادة ميلادك حين تولد في خانة الديانة " مسلم "

وعند استخراج شهادة الوفاة بعد وفاتك " مسلم " وما من كبيرة إلا واقعتها

وما من ذنب إلا قارفته !!!

كذب على الله .. أن تحمل مسبحة طويلة ، وتطنطن ذاهبا آيبا وأنت لا تحمل

بين جوانحك سوى القلب الميت ، فمحارمه تُنتهك وحدوده تُضيّع

وصلواته يُفرّط فيها !!

كذب على الله ادّعاء محبة الرسول الأكرم ، والنبي الأعظم ، وأنت تضيع سنته

وتسلك طريقا غير طريقه !!

رُوي عن أحد الصالحين قوله : " طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب

وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور ، وارتجاء رحمة من لا يُطاع

جهل وحمق !!"

طلع الدين مستغيثا إلى اللـه وقال : العباد قد ظلموني!!

يَتَسَمَّوْنَ بي وحَقّكَ لا أعرف منهم أحدا ولا عرفونـي !!

تسلم الايادى طرح مميز منك